نوع جديد من فيروس HIV نقص المناعة البشرية

توع جديد من فيروس HIV نقص المناعة البشرية

تم اكتشاف نوع جديد من فيروس HIV (نقص المناعة البشرية) والذي يسبب مرض الإيدز. مع تسجيل 109 حالة حتى الآن في جميع أنحاء أوروبا وأوغندا.

متابعة: ماريا نصور

تم العثور على سلالة جديدة من المرض تم وصفها بالخارقة والمسماة “VB” لأول مرة في هولندا كجزء من دراسة تجميع عينات. حيث في البداية كانت 15 من العينات التي أظهرت متغيراً “خبيثاً” من هولندا، واثنتان من أوغندا. ثم اكتشف باحثون 92 آخرين مصابين بهذا المتغير.

يؤثر فيروس HIV المسبب للإيدز على 38 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. وأودى بحياة 33 مليون شخص.

في الوقت الحاضر، بفضل الطب الحديث، تختلف النتيجة كثيراً بالنسبة لأولئك المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب. وذلك بفضل العلاج المضاد للفيروسات القهقرية الذي يتم إعطاؤه بمجرد تشخيص الفيروس.

ولكن قال الطبيب Joel Wertheim المختص بفيروس HIV بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو إنه لا داعي للذعر.

حيث أضاف: “إن ملاحظة ظهور توع جديد من الفيروس أكثر فتكاً وانتقالاً ليس أزمة صحية عامة. دعونا لا ننسى رد الفعل المبالغ فيه لادعاء ظهور الإيدز الخارق في عام 2005.”

لدى المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بمتغير VB نسبة أعلى من الفيروس في الدم. حيث كان 3.5 – 5.5 مرة أكثر من العادة، وكانوا أكثر عرضة لنشر الفيروس للآخرين.

أيضاً، مع هذا المتغير ينخفص معدل الخلايا التائية بسرعة مضاعفة. والتي تعرف أيضاً باسم خلايا CD4، وهي خلايا دم بيضاء تقاوم العدوى.

قال الطبيب Chris Wymant من جامعة أكسفورد: “قبل هذه الدراسة، كان من المعروف أن الجينات الوراثية لفيروس HIV ضارية، مما يعني أن تطور نوع جديد يمكن أن يغير تأثيره على الصحة. واكتشاف متغير VB أظهر ذلك، ويقدم مثالاً نادراً للمخاطر التي يشكلها تطور الفيروسات.”

يشير تحليل الأنماط الجينية إلى ظهور VB لأول مرة خلال أواخر الثمانينيات والتسعينيات في هولندا. حيث انتشر بسرعة أكبر من المتغيرات الأخرى خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لكنه بدء بالانخفاض منذ عام 2010 تقريباً.

أضاف البروفيسور Christophe Fraser من أكسفورد، في تقرير تم نشره في مجلة Science: “تؤكد نتائجنا على أهميّة إرشادات منظمة الصحة العالمية. والتي تنص بأنَّه يجب مساعدة الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بفيروس HIV للوصول إلى الاختبارات التي تسمح بالتشخيص المبكر.

هذا يحد من مقدار الوقت الذي يدمر فيه فيروس HIV جهاز مناعة الفرد ويعرضه للخطر

كما يضمن قمع الفيروس في أسرع وقت ممكن، مما يمنع انتقاله إلى الأفراد الآخرين.

يمكن تقسيم فيروس نقص المناعة البشرية إلى نوعين رئيسيين HIV-1 و HIV-2. السابق هو أكثر ضراوة ومسؤول عن معظم الحالات، وينتمي المتغير VB إلى مجموعة فرعية.

وتنتقل جميعها من شخص لآخر بنفس الطرق مثل الجنس غير المحمي واستخدام إبر غير معقمة. يعتقد الباحثون أن VB ظهر على الرغم من انتشار العلاج، ولكن الأدوية الفعالة بشكل حاسم يمكن أن تمنع انتقال العدوى.

بالنسبة للمرضى الذين يعانون من VB، بمجرد بدء العلاج كانت معدلات تعافي الجهاز المناعي والبقاء على قيد الحياة مماثلة لتلك التي تحدث في سلالات أخرى.

لكن الباحثين شددوا على أن VB يسبب انخفاضاً سريعاً في قوة جهاز المناعة. هذا يجعل التشخيص المبكر والعلاج السريع أمراً غاية في الأهميّة.

قال الطبيب Michael Brady، المدير الطبي في Terrence Higgins Trust: “من المهم أن نقول إن الباحثين يعتقدون أن المتغير ظهر لأول مرة في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. وكان يتراجع على مدار العقد الماضي ويستجيب لعلاج فيروس HIV بطريقة مماثلة للأنواع المعروفة. لذلك لا داعي للقلق بشكل مفرط.

“إن الرسالة التي يجب أخذها  هنا هي أهمية الفحص المنتظم لفيروس HIV حتى يتمكن أولئك الذين يتم تشخيصهم مبكراً من الحصول على العلاج في أسرع وقت ممكن.

“العلاج المبكر يعني أن الأشخاص المصابين سوف يتمتعون بحياة طويلة وصحية وانعدام خطر نقل الفيروس إلى شركائهم. بغض النظر عن نوع الفيروس المصاب به.

“إنه تذكير في الوقت المناسب بأهمية جعل اختبار فيروس HIV أسرع وأسهل قدر الإمكان حيث يبدأ الأسبوع الوطني للاختبار في إنكلترا يوم الاثنين 7 فبرابر.”

 

اقرأ المزيد:دراسة تنسب الانتشار العالمي لأمراض المناعة الذاتية إلى النظام الغذائي الغربي