
وفقًا لدراسة حديثة تتعلق بأبعاد أزمة الطاقة في بريطانيا، فإن مواقد الحطب في الواقع أكثر تكلفة للتدفئة من غلايات الغاز، وما كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه خيار أرخص وصديق للبيئة قد يكلف أصحاب المساكن تكلفة كبيرة سواء من الناحية المالية أو من حيث الصحة والبيئة.
أزمة الطاقة في بريطانيا: أسطورة توفير التكاليف
خلافًا للاعتقاد الشائع، فإن الدراسة تبدد الأسطورة القائلة بأن حرق الأخشاب هو بديل أرخص لتدفئة المنازل، ففي الواقع، كشفت أن تدفئة المنزل باستخدام موقد الحطب يمكن أن تكون أكثر تكلفة بنسبة تصل إلى 15% مقارنة بغلاية الغاز.
لا تسلط الدراسة الضوء على التأثير المالي فحسب، بل تلفت الانتباه أيضًا إلى الآثار الضارة لحرق الأخشاب على تلوث الهواء والصحة العامة، فقد يؤدي حرق الأخشاب إلى مضاعفة تلوث الهواء في بريطانيا خلال العقد الماضي مما يشكل مخاطر جسيمة على رفاهية الناس.
من أمراض القلب والسكتات الدماغية إلى الربو والسرطان، فإن تلوث الجسيمات الصغيرة الخطيرة PM2.5 المنبعثة من مواقد الحطب له آثار صحية خطيرة.
يُظهر المزيد من الأبحاث أنه حتى مواقد حرق الأخشاب ذات التصميم البيئي تنتج تلوثًا سامًا للهواء بمقدار 450 مرة أكثر من التدفئة المركزية بالغاز، في حين أن المواقد القديمة تنتج 3700 مرة أكثر.
وبالمقارنة، تعد المضخات الحرارية وغلايات الغاز من مصدر الهواء خيارات أكثر اقتصاد وصديقة للبيئة حيث تؤكد الدراسة أن حرق الأخشاب يكون دائمًا أكثر تكلفة من أشكال التدفئة الأخرى في بريطانيا.
ومع اقتراب فصل الشتاء، تحث منظمات مثل Global Action Plan وImpact on Urban Health وMums for Lungs على زيادة الوعي بالتكاليف الاقتصادية والبيئية والصحية لحرق الأخشاب.
يُعد فهم العلاقة القوية بين حرق الأخشاب وتلوث الهواء أمرًا بالغ الأهمية حيث إن له آثارًا ضارة دائمة على حياة الناس وخاصة الأطفال الأكثر عرضة لتأثيراته وكذلك أزمة الطاقة في بريطانيا.
قد ترسم جاذبية نيران الحطب صورة شاعرية لأزمة الطاقة في بريطانيا، لكن الواقع بعيد عن ذلك لذا تكشف هذه الدراسة المذهلة الحقيقة المخفية وراء مواقد الحطب من حيث تكاليفها الباهظة وتأثيراتها الضارة على جيوبنا وصحتنا.
اقرأ أيضًا: زيادة سنوية قياسية منتظرة في أجور المعيشة في بريطانيا
المصدر