في بلد يفتخر بالمساواة، من المحبط أن نكتشف أن أفراد الطبقة العاملة في بريطانيا يحصلون على أجور أقل بكثير مقابل نفس الأدوار المهنية.
حيث تسلط النتائج الأخيرة التي توصلت إليها مؤسسة الحراك الاجتماعي Social Mobility الضوء على فجوة الأجور الطبقية المشينة التي لا تزال قائمة والتي يجب معالجتها على وجه السرعة.
فجوة الرواتب في بريطانيا: تفاوت غير عادل
وفقًا للبحث، يحصل المهنيين من خلفيات الطبقة العاملة على ما متوسطه 6000 جنيه إسترليني أقل مقارنة بنظرائهم من تنشئة أكثر تميزًا.
ويبلغ متوسط الراتب للأفراد من خلفيات فقيرة 45.437 جنيهًا إسترلينيًا وهو أقل بنسبة 12% من 51.728 جنيهًا إسترلينيًا التي يحصل عليها الأشخاص من أصول ثرية.
ولا تؤد هذه الفجوة في الرواتب في بريطانيا إلى إدامة عدم المساواة فحسب بل تخلق أيضًا حاجز أمام الحراك الاجتماعي وتقوض فكرة المجتمع العادل.
تصبح الفجوة في الأجور الطبقية أكثر إثارة للقلق عند النظر في نوع الجنس حيث تواجه النساء من خلفيات الطبقة العاملة تفاوتًا أوسع في الرواتب في بريطانيا، تكسب المهنيات من الطبقات الأقل حظًا 19% أقل من أقرانهن من جميع الخلفيات بمتوسط راتب قدره 36.737 جنيهًا إسترلينيًا مقارنة بـ 43.779 جنيهًا إسترلينيًا.
يؤدي ما سبق إلى تفاقم التحديات التي تواجهها نساء الطبقة العاملة مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى حلول شاملة.
تحث مؤسسة الحراك الاجتماعي Social Mobility، إلى جانب رئيسها Alan Milburn الحكومة وأصحاب العمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة، ويؤكد Milburn على أهمية الإبلاغ عن فجوة الأجور الطبقية على غرار الجهود المبذولة لمعالجة فجوة الأجور بين الجنسين لضمان الشفافية والمساءلة.
يجب على الشركات أن تدرك أن الفجوة في الأجور الطبقية والرواتب في بريطانيا ليست مجرد قضية اجتماعية ولكنها قضية اقتصادية، أيضًا يعود احتضان تنوع المواهب والفكر، بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية والاقتصادية، بالنفع على الشركات والدولة ككل.
ينبغي أن يكون جمع البيانات حول الخلفية الاجتماعية والاقتصادية جزءًا لا يتجزأ من تقييم التقدم وضمان تكافؤ الفرص للجميع.
ولإنشاء مجتمع عادل وشامل حقًا من الضروري أن نعمل بشكل جماعي على سد فجوة الأجور الطبقية، ومن خلال التركيز على تكافؤ الفرص والدعوة إلى إعداد تقارير شفافة وتحدي التحيزات النظامية يمكننا تمهيد الطريق لمستقبل حيث يتم الاعتراف بكل فرد ومكافأته على أساس قدراته وليس خلفيته.
اقرأ أيضًا: أشهر أماكن الإقامة في لندن تتصدر موقع Airbnb
المصدر