مدينة الضباب – لماذا سميت لندن بهذا الاسم؟

مدينة الضباب - لماذا سميت لندن بهذا الاسم؟

دائماً ما أطلق على لندن لقب “مدينة الضباب” لكن ما السبب وراء ذلك؟ إليكم بعض المقتطقات من حياة سكان لندن في الماضي.

إعداد: ماريا نصور

لو كنتم موجودين في لندن خلال الخمسينات (أو قبل ذلك) لما كنتم قد سألتم
Pete Wigens, Stroud, Glos UK

ضباب مدينة لندن عام 1952
ضباب مدينة لندن عام 1952، مصدر الصورة: History.com

 

في الحقيقة لم يكن سبب الضباب في مدينة لندن هو تغير المناخ بل الزيادة السريعة في كمية الملوثات.
خاصة حرائق الفحم، التي تمتزج مع بخار الماء لتخلق الضباب، وكان ذو لون أصفر بسبب الانبعاثات الكبريتية المحتجزة تحت الهواء البارد فوق المدينة.

كلما زاد الدخان والسخام في الغلاف الجوي، زاد احتمال تشكل الضباب وزاد احتمال استمراره.

وفي عشرينيات وثلاثينيات القرن التاسع عشر، انتشر الدخان والسخام الناتج عن حرائق الفحم في الهواء بكميات كبيرة باستمرار حيث بدأت المدينة في النمو  بتأثير الثورة الصناعية.

نما عدد سكان لندن، من حوالي مليون في عام 1800، إلى مليون ونصف بعد عشرين عاماً وتجاوز المليونين في ثلاثينيات القرن التاسع عشر.

وبفعل نمو الاتصالات والقنوات والطرق والسكك الحديدية أيضاً في ثلاثينيات القرن التاسع عشر – أصبحت لندن مركزاً اقتصادياً، ونمت فيها الصناعات مثل الورق والطباعة والنشر وهندسة الأجهزة والغاز والطاقة والمواد الكيميائية والجلود والسلع الكمالية، والأهم من ذلك من كان النمو السكاني والإدارة العامة والقانون والمهن والخدمات من أنواع كثيرة.

مع تدفق مئات الآلاف من الناس على العاصمة للبحث عن عمل، ظهرت ضواحي جديدة، مما أدى إلى توسيع مساكن المدينة في جميع الاتجاهات، وكان لكل منزل مدفأة تعمل على الفحم، مما أدى إلى خروج كميات من الدخان المحمّل بالكبريت في الهواء خلال أشهر الشتاء.

كانت أجزاء أخرى من البلاد تنمو بسرعة خلال هذه العقود أيضاً، كما عانت مراكز الصناعة الأخرى من تلوث الهواء. وعرفت إدنبرة لسنوات عديدة بلقبها “Auld Reekie” في هذا الوقت تقريباً بسبب السخام والدخان الذي غطاها.

لكن لم يكن هناك شيء مثل مدينة الضباب

كان ضباب لندن الحقيقي كثيفاً ومستمراً، وفوق كل شيء، كان لونه أصفر بسبب احتواءه على نسب عالية من الكبريت.

كما أشار الكاتب إدوارد فريدريك بنسون (1867-1940) في روايته Image in the Sand (1905) ، “اختلطت دوامات البخار البرتقالي مع الأسود”. في عام 1853، وُصِف الضباب بأنه “رمادي-أصفر ، برتقالي غامق ،وحتى أسود.
لا يمكن أن يكون هناك ضباباً أبيض في البلاد، كما علقت إحدى الصحف في عام 1901 ،” يصبح بنياً، وأحياناً أسود”

وكتب جوزيف آشبي ستيري (1838 – 1917) في قصيدته في تشرين الثاني (نوفمبر) بإيجاز “إنَّه أصفر أحياناً، وأحياناً بني. ضباب لندن!”

اقرأ أكثر: تلوث الهواء في لندن يتسبب بارتفاع معدل نوبات الربو لدى المصابين