تجربة الاسقاط النجمي: تسمياته وتعريفه وكيف يتم وما رأي والعلم والمنطق به

تجربة الاسقاط النجمي

تجربة الاسقاط النجمي رحلة نحو النجوم أو تلابيد أوهام وغيوم !

يعرف الاسقاط النجمي بأنه حالة خروج الروح من الجسد بناء على رغبة صاحب الجسد ومن ثم عودتها إليه أيضا بناء على رغبة صاحبه ! يؤمن البعض ان الانسان لديه القدرة على التحكم في الروح التي يملكها وتسخيرها حسب ما يريد عبر تجربة الاسقاط النجمي.. تابع المقال.

ما هو الاسقاط النجمي؟

بوجهة نظرهم ان لدى الانسان جسم مادي مرئي فيزيائي ( الجسم المكون من اللحم والعظم والأعضاء .. الخ )
وهناك جسم اخر غير مرئي وغير محسوس ( الوعي والادراك ) ويوجد جسم ثالث هو الجسم الاثيري أو النجمي !
والانسان قادر على التنقل بين اجسامه الثلاثة , وبحالة الاسقاط النجمي يخرج الانسان من جسمه المادي ومن وعيه المحدود
ويتجرد من حالته الجسدية ومن تأثير الزمان والمكان والقوانين عليه , ليذهب الى جسمه الاثيري النجمي عبر الروح الغير خاضعة لقوانين المادة.
وبذلك يستطيع الطواف عبر العالم والكواكب والكون والمجرات ذهابا وإيابا بالحاضر , وأن يدخل المستقبل وأن يعود للماضي .
وان يتحكم بالزمن ويمكن خلال رحلته ان يلتقي الأرواح , وليس هذا فحسب بل يمكنه مشاهدة احلامه والسيطرة عليها وعيشها واقعيا وامور أخرى كثيرة
وعندما يفرغ من رحلته يعود لجسده المادي كما كان .. وهذه الظاهرة تعرف باسم تجربة الاسقاط النجمي .

كيف تتم عملية الاسقاط النجمي ؟

وفقا لبعض الدراسات فإن المؤمنين بمفهوم الاسقاط النجمي يشكلون حوالي 10% من سكان الأرض وهو عدد ضخم ولكن كيف تتم عملية الاسقاط النجمي وهل هي بحاجة اشخاص محددين أو شروط او طقوس معينة !؟
وفق المؤمنين بهذا المفهوم الامر سهل , ويمكن لاي انسان ان يختبره وكل ما عليك ان تتمدد على سرير في غرفة هادئة تماما جيدة التهوية
وان ترتدي لباسا فضفاضا وان تغمض عيناك وان تخضع لحالة من التركيز الكبير !
ثم تتخيل انك تسافر بعيدا مع بعض الأصوات والمؤثرات التي ينصح بها مدربي العلاج بالطاقة
واغلبها ترددات صوتية لما يسمى بالغاما , وهي اشبه بالطنين ومن ثم تبدأ عملية الخروج والانتقال للجسد الاثيري!
تجربة الاسقاط النجمي

رأي العلم بتجربة الاسقاط النجمي

نفى العلم وجود الاسقاط النجمي وصنفه من ضمن العلوم الزائفة وحذروا من تجربة الاسقاط النجمي , واغلب العلماء اتفقوا ان هذه الممارسة تعود للهلوسة التي يكون عليها الشخص نتيجة تأثره المفرط بحالات التركيز وقلة الطعام والشراب والنوم التي تؤدي لتعطيل جزئي للدماغ وهناك نظريات علمية كثيرة فندت أسباب حدوث هذا الامر نتناول بعضها ..

تجارب علمية لدراسة الظاهرة

وفي تجربة علمية لتحليل ظاهرة الاسقاط النجمي اجراها البروفيسور ( L.PARK ) بعام 2008 ونشرها بمجلة ( عصر العلوم ) , تم حقن مجموعة من الناس بعقاقير هلوسة وكانت المفاجئة ان هؤلاء وصلوا لمرحلة تشابه الى حد كبير الحالة التي يكون عليها المؤمنين بالاسقاط النجمي !
وقد اكد هذه الدراسة بروفيسور الامراض النفسية دونفان راكليف في أبحاث مستقلة تبين معها ان لا فرق بين حالات الاسقاط النجمي وحالات الوهم المرضي النفسي الناجم عن الهلوسات .
في عام 2006 قام الطبيب اولاف بلانكا بعمل تجربة علمية مماثلة في سويسرا .
وايضا عالم الاعصاب كيفن نيلسن من جامعة كنتاكي
وقد قام بتجارب على حالات الاسقاط النجمي وهناك غيرها الكثير من التجارب العلمية التي خلصت الى نفس النتائج .
ومفادها ان الاسقاط النجمي ليس الا حالة معينة من الهلوسة , يتعرض لها الدماغ نتيجة تأثيرات معينة كيميائية وعصبية .
ومن اكثر النظريات التي ارتاح لها العلماء في تفسير ظاهرة الاسقاط النجمي هي نظرية العلاج بالوهم او تأثير البلاسيبو ( Placebo effect )
وبالتالي من يخوض تجربة الاسقاط النجمي يقنع نفسه بأنه عاش كل هذه الاحداث فيما بالواقع انه لم يعش الا الوهم الذي أراد ان يعيشه اثر تفاعلات كيميائية خضع لها دماغه .

الطاقة الكونية

نترك الاسقاط النجمي ونتكلم بشكل عام عن ما يسمى بالطاقة الكونية التي تعد المصدر للاسقاط النجمي !
مع بداية القرن الماضي غزت العالم المتقدم مفاهيم الديانات الوثنية الشرق اسيوية وخاصة البوذية والهندوسية .
وذلك في ظل تراجع الديانة التوحيدية المسيحية
ومما عجل باعتناق الناس لهذه الديانات انها عنيت بالروح والطاقة الكونية وبالتالي قدرتها على دخول عالم الغيبيات
العالم الذي شغل هاجس الانسان منذ بدء الخليقة !
هل هناك طاقة كونية تؤثر علينا نحن البشر
هل هناك طاقة كونية تؤثر علينا نحن البشر
حسب ظنهم ان هذه الديانات لديها القدرة على تسخير الطاقة المنبعثة من الكون
وبدأوا بممارسة التطبيقات العملية الموجودة بهذه الديانات ( العلاج بالطاقة , قانون الجذب , اليوغا , المايكروبيوتك , التداوي بالريكي الاسقاط النجمي ,الفينغ شوي ) وغيرها
وفي العقود الماضية انتقلت هذه العادات للمجتمعات الاسلامية التي يعتريها الجهل وتميل الى حرفة التقليد الاعمى !
إن الغاية الأساسية لهذه الديانات اتحاد الانسان بالروح ومن ثم السيطرة عليها وتسخيرها ويعد هذا غاية الوجود لديهم , ويسمى ( النيرفانا ) عند البوذيين و( الموكشا ) عند الهندوس .
ويصلون لهذه الغاية عبر التأمل الطويل والهدوء وتسخير الجسد بحركات معينة للوصول لهذه الغاية فالروح لديهم تحمل مفهوم ( الكلية )
أي انه لا يوجد إله خالق فالمخلوق والخالق متحدان بنفس الجسد او الشيء ! وبالتالي فالكون والروح لديهم أزلية ليس لها بداية ونهاية .
وهذا ينافي كل النظريات العلمية التي تثبت ان للكون بداية فعمر الكون حوالي 14 مليار سنة وان له نهاية عندما يصل الى درجة التموت الحراري ( 273 سالب )
تجربة الاسقاط النجمي

اليوغا فوائدها ومضارها

واذا تناولنا طقس شهير من طقوس هذه الديانات كاليوغا مثلا لوجدنا ان في اليوغا جلسات تأملية تسمى ( اللوتس )
وجلسات اللوتس تستمر كحد ادنى الى 18 ساعة دون اكل او شرب
وفي حال جسدي معين وسكوت مطبق ويزعم هؤلاء انهم اتصلوا بهذه الجلسات عبر الروح مع عوالم أخرى استقوا منها المعرفة والعلم
ولكن العلم الفيزيولوجي اثبت انها مجرد هلوسات تحصل لأي انسان يتعرض لهذه الجلسات الطويلة نتيجة خلل في ايونات الدماغ
لان الامتناع عن الاكل والشرب والحركة لفترات طويلة يؤدي لنقص شديد في غلكوز الدم ولإفرازات غير منضبطة من الهرمونات والخلل في الاستيعاب والادراك .
تم تصنيف اليوغا كديانة وليست رياضة من الرياضات الروحية
تم تصنيف اليوغا كديانة وليست رياضة من الرياضات الروحية
وبالتالي يصاب الانسان بنوع من التخدير الدماغي
وقد شهد بذلك مدرب الريكي ( ميكاو اوسوي ) ويصبح الانسان عرضة لفقدان الوعي والانهيار وتخيل أمور لم تحدث
كما في حالة السيدة مريم نور
وهي احدى دعاة العلاج بالطاقة الكونية حيث انها أصرت انها تكلمت خلال احدى الجلسات مع كائنات فضائية
وان هذه الكائنات لديها قدرات شفاء عالية لاغلب الامراض التي عجز الانسان عن كشف دواء لها !
إن أغلب طرق جلسات ممارسة اليوغا مضرة صحيا وتؤدي غير ما سبق ذكره للخمول والذهول والحاق الضرر بالعضلات
ويكون ذلك عبر تعريضها لنفس الحركة لفترات زمنية طويلة
كما انها سبب من أسباب الإصابة بمرض الزهايمر , لما فيها من خطورة في استنفاذ الذاكرة عبر فقدان الإحساس بالمكان والزمان
مما حدا منظمة الصحة في اليونيسكو في تقريرها السنوي في الأول من عام 2016 لتصنيف اليوغا كموروث شعبي ديني شرق اسيوي فقط وان ليس لها علاقة بالرياضة او العلاج .
ويمكن قياس ما ورد في اليوغا على كل الممارسات التي تحتويها هذه الديانات
التي تنافي العلم وتضرب بعرض الحائط كل النظريات العلمية الطبية والفيزيولوجية او الفزيائية الكونية وغيرها من نظريات العلم الحديث !

هل تبقى الروح حبيسة الجسد دائما؟

ولكن هذا لا ينفي ان هناك حالات تخرج فيها الروح من الجسد مختلفة عن مفهوم تجربة الاسقاط النجمي .
وقد حدثت مع أناس كثر لامسوا تجربة الموت وهم بالملايين
والعلم اكد حدوث هذا الامر ومختصرها شعور من يتعرض لها بأن روحه خرجت منه
وتنظر لجسده من مكان عالي في الغرفة وانه سمع ورأى ما يقال من حوله او ان قدرا كبيرا من ذكرياته قد عرضت عليه بطريقة سريعة
تجربة الاسقاط النجمي: تسمياته وتعريفه وكيف يتم وما رأي والعلم والمنطق به
هل تبقى الروح حبيسة الجسد
وهذا الامر بعيد كل البعد عن حالة الاسقاط النجمي، ففي الحالة الأولى يحدث الامر مع الانسان مرغم فالروح تغادره فترة وجيزة وتعود دون إرادة منه بخروجها او عودتها. فيما بحالة الاسقاط النجمي , فإن الروح تغادر وتعود بناء على رغبة الانسان نفسه , وهذا الامر يدخل في باب العلوم الزائفة كما أسلفنا !

هل تجربة الاسقاط النجمي مطابقة للمنطق؟

وبعد هذا الاستعراض الوجيز لنفكر قليلا ..
لو أن الاسقاط النجمي مثبت علميا , أما سارع العلماء للاستفادة منه لكشف وسبر اسرار الكون التي ترصد لاجلها مليارات الدولارات كل عام !؟
اما كان ليسخر لفهم الكثير من الظواهر النفسية والبيولوجية والكونية والجيولوجية وغيرها من الظواهر التي يقف العلم عاجزا امام فهمها !؟

اذا كانت علما زائفا لما يموت البعض نتيجة تأثره بالاسقاط النجمي؟

ويتبادر لذهنكم سؤال هام .. اذا كان الامر يسيرا بهذا الشكل لما يموت البعض بعد تجربة الاسقاط النجمي !؟
ببساطة الجسم يتعرض في حالة التركيز الحاد لهبوط في الدورة الدموية ومشاكل كثيرة أخرى وخاصة عند خوض هذه التجربة رفقة فيديو مسجل من موقع يوتيوب يتعرض معه الانسان لترددات صوتية هائلة يكون لها بالغ الأثر على جملته العصبية وجهازه الدوراني وبعض الاجسام لا تتحمل هذا الامر فتسقط نتيجة تلك التجربة!

ونختم ..

ما دفعني لكتابة المقال اني ارتعت من بداية انتشار هذه المفاهيم في عالمنا وبدأ دخولها فيه واهتمام الناس بها , الامر الادعى للتحرك ضد هذه العلوم والديانات الزائفة وعلينا ان ندرك تماما الفرق بين الفائدة العلمية المتحصلة من مفهوم التأمل المثبتة علميا وكيفية ان نعيش هذا التأمل بعيدا عن ممارسة طقوس هذه الديانات والاقتناع بها وبالنهاية ان الانسان ليسلم عند تسليمه بوجود الخالق الأعظم الأوحد المسؤول عن الغيبيات والارواح وهو من اخبرنا بذلك بالقرآن الكريم ..

( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )

ملاحظة : المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب هادي بازغلان وليس عن وجهات نظر موقع لندن بالعربي .