
تتميّز المدفوعات غير التلامسية ( Contactless Payments ) بأنها سلسة وسهلة للغاية، وبأنها أسرع بكثير
من الطريقة القديمة في دفع المال وإجراء المعاملات، كما أنها لا تتطلب الحرص على تذكر رقم التعريف الشخصي
في كل مرة تحتاج فيها إلى شراء شيء ما.
متابعة: غنى حبنكة.
رغم العديد من التسهيلات التي وفرتها النفقات اللاتلامسية إلا أنها لا تخلو من العيوب، ويتركز عيبها الرئيسي
على مدى جعل الإنفاق الزائد أمراً سهلاً لا شعورياً.
وفي صورة مشابهة للتغيير الذي فرضه الانتقال من النقد إلى البطاقة، من حيث خلق فجوة ذهنية بين مشترياتك
والمبلغ الذي تنفقه بالفعل، فإن المدفوعات غير التلامسية أيضاً تفقدك بعض لحظات الوعي والإقرار بخياراتك المالية.
فمن السهل جداً النقر على بطاقتك بلا مبالاة، لكنك ستدرك فيما بعد بأنك قد بدأت تقترب من الإفلاس.
ومع ارتفاع حد المدفوعات اللاتلامسية مذخراً من 45 جنيه إسترليني إلى 100 جنيه إسترليني،
فسيصبح أمر تفجير الميزانية مغرياً اكثر.
وبعد كل ذلك، تخيل أنك لا تحتاج لإنفاق 100 جنيه إسترليني سوى نقرة واحدة على بطاقتك،
ومن المرجح أن هذه النقرة ستجعلك تشعر وكأن المبلغ لا يبدو كبيراً … إلى أن تصل إلى نهاية الشهر وتبقى مترقباً
وفي أمس الحاجة لقبض راتب الشهر التالي.
إلى جانب ذلك، أحد العيوب الأخرى للدفع اللاتلامسي بأنه قد يحملك إلى إجراء المزيد من عمليات الشراء
حتى غير الضرورية بهذه الطريقة السهلة، وبأقل قدر من التفكير. لاسيما بعد أن ارتفع الحد الأعلى للإنفاق اللاتلامسي
من 30 جنيه إسترليني إلى 45 جنيه إسترليني في بداية الوباء، ما أدى إلى ارتفاع عدد النفقات اللاتلامسية
في المملكة المتحدة بنسبة 12٪.
ليست هذه دعوة إلى الإحباط، لكننا نحتاج إلى إدراك مدى ملاءمة ميزانيتنا لإنفاق مبالغ كبيرة من المال
بهذه الطرق السهلة. الخبر السار هو أن هناك بعض الطرق البسيطة التي ستشعرك بالمزيد من التحكم:
١- ضع حداً للـ Contactless payments الخاصة بك:
يمكنك أن تقيد استخدام تقنية Contactless في الدفع من خلال ضبط وتحديد مبلغ معين تودعه فيها،
لست مضطراً إلى أن تضع في بطاقاتك مبالغ كبيرة إذا كنت تعلم أن ذلك سيمهد الطريق لك لإنفاقٍ أكثر.
فاعتباراً من اليوم ، إذا كنت تتعامل مع Lloyds أو Halifax أو Bank of Scotland ،
ستتمكن من تعيين حدود خاصة بك للإنفاق اللاتلامسي، عن طريق ضبط المبلغ المتاح ما بين 30 جنيه إسترليني
و 95 جنيه إسترليني (مع وجود زيادات قدرها 5 جنيه إسترليني ) من خلال التطبيق.
أما في حال كنت تتعامل مع بنك آخر، فلا داعي للقلق. يمكنك فقط استحضار هذا الحد في ذهنك
وفي أي وقتٍ يكون السعر فيه أعلى من 30 جنيه إسترليني، قم بإدخال بطاقتك وأدخل رقم التعريف الشخصي الخاص بك. سيجعلك ذلك أكثر وعياً بما تنفقه.
2- كن واعياً وحذراً من المشتريات الصغيرة:
إذا كنت تسعى لادخار المال، فمن المهم حقاً أن تتخلص من عادة عدم التفكير في عمليات الشراء البسيطة
لأشياء صغيرة بواسطة الانفاق اللاتلامسي.
فرغم ارتفاع الحد الأعلى للـ Contactless payments إلى 100 جنيه إسترليني،
إلا أن هذا لا يحصر وعيك وحسابك فقط للمشتريات التي تزيد عن 50 جنيه إسترليني.
ذكر نفسك دوماً أن كل كوب من القهوة، كل غداء، كل مجلة تشتريها، كل هذه الأشياء معاً تجمع وتضاف إلى خسائرك.
3- حمّل تطبيق للميزانية و اضبط التنبيهات:
اجعل تذكرك لمصروفك و ميزانياتك وحاجاتك أسهل من خلال الحصول على تطبيق يقوم بحفظها نيابة عنك.
يفضل أن تجرب تطبيق Plum و Chip، لكن هناك الكثير من الخيارات الأخرى المتاحة، ابحث عن أفضلها بالنسبة لك
و التزم استخدامه.
توفر هذه التطبيقات ميزات عديدة كرسم ميزانية لك وتقسيم أموالك إلى حصّالات منفصلة ومخصّصة لأغراض مختلفة،
كما يقوم التطبيق بتحذيرك عند تجاوزك لحدود الانفاق المتاحة.
إنه لأمر مدهش أن تشاهد تنبيهاً بالمبلغ الذي أنفقته بالضبط مما سيجعلك أكثر وعياً لما تفعله.
4- تغلب على خوفك من التحقق من رصيدك:
إنها خطوة في غاية الأهمية. من المعلوم أن اطلاعك على ما تبقى من رصيدك أمر مخيف،
ولا شك بأنه من المغري البقاء في جهلٍ مريح. ولكن مع إتاحة ميزة الدفع اللاتلامسي في النفقات الكبيرة
يجعل من المهم جداً أن تتحقق من رصيدك الباقي من فترةٍ لآخرى. تحدى نفسك بالنظر إلى رصيدك كل يوم.
إذا لم يكن لديك تطبيق مصرفي حتى الآن، قم بتحميله على الفور. وتنعم في المعرفة وكسر القلق الذي يتراكم
في معدتك في كل مرة تقوم فيها بتسجيل الدخول للتطبيق.
5- خطط لميزانية أسبوعية:
من المرجح أن يكون لديك ميزانية شهرية ، لكن لا ضرر في التفكير بميزانية أسبوعية أيضاً، تسلط انتباهك عن كثب
إلى المبلغ الأسبوعي الذي تستطيع إنفاقه بالضبط.
حدد ميزانية معينة يمكنك تخصيصها للأشياء الأساسية والثانوية كل أسبوع، ثم حاول الالتزام بها.
6- انظر إلى بيانات إنفاقك نهاية كل شهر:
مرة أخرى، الأمر كله يتعلق بمواجهة المبالغ التي تنفقها بالفعل. خصص بعض الوقت نهاية كل شهر
لمراجعة مشترياتك ومعرفة أين ذهبت أموالك.
قم بعمل قائمة بالنفقات التي لا تتذكر الغرض منها حقاً أو التي تندم عليها،
تحقق بعد ذلك مما إذا كان بإمكانك التخلص من هذه العادات الشهر المقبل.
تتمثل الخطوة الأولى في حل مشكلات أموالك في تحديد واقعها الحالي الفعلي ومواجهته بحسب نقاط ضعف
كل شخص أمام وجهة إنفاق معينة.