أجواء رمضانية ساحرة 2024: العالم يتألق بزينة رمضان لأول مرة

أجواء رمضانية

استقبلت العاصمة البريطانية لندن شهر رمضان المبارك بأجواء رمضانية متجددة ومميزة، وهو تحول لم تعهده المدينة من قبل.

حيث تزينت الشوارع الرئيسية في قلب لندن بأنوار تحمل طابع رمضان الخاص، وأصبح من المعتاد تنظيم الموائد الرمضانية المفتوحة في الأماكن العامة والمعالم التاريخية البارزة بلندن.

وكذلك في عدد من المدن الكبرى الأخرى من الفعاليات الرئيسية للشهر الفضيل، جاذبةً بذلك كل من المسلمين وغير المسلمين على حدٍ سواء.

أجواء رمضانية في بريطانيا تغيير شكل الحياة

أول مرة في تاريخ الوجهة التجارية الرئيسية في لندن، شارع أوكسفورد الشهير، تمت إضافة في هذا العام إضاءات وأجواء رمضانية وكذلك الزينة المشهورة، مما يضيف بُعدًا جديدًا وفريدًا على جميع الاماكن.

في السنوات الماضية اعتاد سكان وسط العاصمة والزائرون على رؤية الزينة والأضواء الخاصة بعيد الميلاد وعيد الفصح تزين هذا الشارع العريق خلال أوقات الشتاء والربيع.

الآن أضيفت الإضاءات كأجواء رمضانية مميزة دائمة للاحتفال بالشهر الكريم، حيث يتوافد السكان المحليون والسياح بالآلاف يوميًا لالتقاط الصور التذكارية بجانب الأنوار الرمضانية.

اقرأ أيضًا: أوقات الفجر (الإمساك) والمغرب (الإفطار) | امساكية رمضان لندن 2024/1445

زينة رمضان، أحد الأجواء رمضانية

مآدب الإفطار الجماعية أصبحت ظاهرة بارزة في لندن

في الآونة الأخيرة، أصبحت مآدب الإفطار الجماعية أحد العناصر البارزة لشهر رمضان في لندن وبقية المناطق في المملكة المتحدة.

حيث شهدت ساحات لندن الكبرى والمباني التاريخية والأندية الرياضية تنظيم مؤسسة خيمة رمضانالخيرية لعدة إفطارات جماعية، إيذانًا بقدوم الشهر الفضيل وتعزيز مشاركة المسلمين في شعائرهم مع المجتمعات المحلية.

كما لقي الإفطار المفتوح الذي أقامته المؤسسة العام الماضي استحسانًا كبيرًا، وذلك في أماكن معروفة مثل ملعب نادي تشيلسي ومتحف فيكتوريا وألبرت.

مما دفع المؤسسة للإعلان عن تنظيم مجموعة من الإفطارات العامة هذا العام في مواقع بارزة مثل ملعب الاتحاد لنادي مانشستر سيتي في مانشستر، وملعب فيلا بارك لنادي أستون فيلا في برمنجهام.

وكذلك ملعب نادي بلاكبيرن روفرز في بلاكبيرن، ونادي برينتفورد بالقرب من لندن، وغيرها من الأماكن الشهيرة التي تقيم أجواء رمضانية.

وبالإضافة إلى الإفطارات في الملاعب الرياضية، أعلنت المؤسسة، التي تهدف إلى جمع الشمل المجتمعي ونشر ثقافة رمضان، عن تنظيم إفطارات في مواقع أخرى مثل كلية كينجز كوليدج بجامعة كامبريدج، ومركز باتارسيه للفنون في لندن، ومتحف مدينة شيفيلد.

لذلك ونظرًا للإقبال الكبير في السنوات السابقة، تم تبني نظام القرعة لحجز الأماكن في الإفطارات قبل بداية رمضان، حيث تُحجز التذاكر على الإنترنت فور طرحها بالرغم من تعدد مواقع وأوقات الإفطار.

صفات ومميزات الإفطار الجماعي في بريطانيا

تتسم الإفطارات المفتوحة بأجواء رمضانية خاصة، إذ يعم السكينة بنداء الأذان لإفطار آلاف الصائمين، مخلفًا جوًا روحيًا فريدًا.

ويتشارك الصائمون من كافة الأعمار الطعام والشراب في أجواء احتفالية، وبعد الإفطار، تقام صلاتي العشاء والتراويح في أماكن متنوعة من المتاحف والأندية، مضفيةً بُعدًا روحانيًا على هذه الأماكن في بريطانيا.

ونجد في لندن، أن شارع إدجوار رود أو شارع العرب” يبرز كنقطة تجمع مميزة للإفطار، مع تنوع الأطعمة في المطاعم الحلال، ما يعكس تنوع لندن الثقافي وتقديم تجربة غنية بالنكهات الإسلامية.

تتميز بريطانيا بأجواء رمضانية فريدة بفضل التنوع الكبير في الجاليات المسلمة، وتقدم لندن على وجه الخصوص تجربة غنية تتيح تناول الإفطار في مطاعم من ثقافات مختلفة، والصلاة في مساجد تابعة للجاليات العربية، والتمتع بوجبات السحور في أماكن تركية أو شامية.

وكما في شارع العرب، تتزين الشوارع التي تضم تجمعات المسلمين بأجواء رمضان وتقام فيها أسواق خاصة بالمناسبة، تعرض منتجات رمضانية من الأطعمة والحلويات والعصائر والفوانيس التقليدية.

وتقدم الشركات الكبرى معارض ضخمة استعدادًا لرمضان، تهدف إلى تلبية احتياجات المسلمين في بريطانيا، ويُعد مهرجان تسوق المسلمين في لندنأحد أبرز هذه الفعاليات، ويعتبر أكبر حدث تسوق رمضاني في العالم.

حيث يتم تقديم كافة المنتجات الرمضانية من الأطعمة والملابس والزينة، ويجذب عارضين من جميع أنحاء العالم، لا سيما من الدول الإسلامية.

يمكنك الاطلاع على: في لندن: مطاعم تقدم وجبات السحور خلال شهر رمضان المبارك

مأدبة أفطار جماعية، أحد الأجواء رمضانية

مظاهر اختلافات كثيرة حول عدد ساعات الصيام

تواجه الجالية المسلمة في بريطانيا تحديًا سنويًا يتجدد مع كل رمضان، خصوصًا في السنوات الأخيرة، يتعلق بطول ساعات الصيام التي قد تصل إلى أكثر من 19 ساعة.

هذا الأمر أدى إلى ظهور عدة فتاوى، منها ما يوصي بالصيام لمدة تعادل ساعات الصيام في مكة المكرمة (14 ساعة فقط)، بينما تنادي فتاوى أخرى بالأخذ بتوقيت أقرب مدينة إسلامية إلى بريطانيا مثل الرباط أو تونس.

لم تلق هذه الفتاوى استحسان الجميع في لندن، حيث وجد البعض صعوبة في فكرة الإفطار بينما الشمس لا تزل مشرقة في السماء.

واعتبر آخرون أن مثل هذه الفتاوى تناسب الدول الإسكندنافية مثل السويد والنرويج، حيث يكون الفاصل الزمني بين الغروب والفجر قصيرًا جدًا.

مظاهر رمضان في مدن أوربا

استعدت مدينة فرانكفورت الألمانية لرمضان بخطوة غير مسبوقة، حيث تتزين لأول مرة في تاريخ البلاد أحد شوارعها البارزة، شارع فريجناس، بإضاءات أجواء رمضانية في هذا الشارع المعروف بتنوع المطاعم ومحالّ الوجبات السريعة.

وفي إسبانيا، تشهد بعض الشوارع تزيينًا بالزخارف الإسلامية ابتهاجًا بقدوم شهر رمضان. بينما في العاصمة النرويجية أوسلو، تتفاوت الآراء حول إظهار روح الاحتفال برمضان

أجواء رمضانية في الفلبين

تزينت مدينة كوتاباتو، المركز الرئيسي لمنطقة بانجسامورو المستقلة في مينداناو الفليبنية، بإضاءات ملونة زاهية مع بدء احتفالات رمضان.

بحسب بيانات عام 2024 من اللجنة الوطنية للمسلمين الفلبينيين، يبلغ عدد المسلمين في هذه الدولة التي يناهز تعداد سكانها 120 مليون نسمة حوالي 12 مليونًا.

تتركز أغلبية المسلمين في جزيرة مينداناو وأرخبيل سولو في الجنوب الفلبيني، إلى جانب وجودهم في العاصمة مانيلا، ليشكلوا بذلك ثالث أكبر تجمع إسلامي في جنوب شرق آسيا بعد إندونيسيا وماليزيا.

تم تدشين إنارة زينة شهر رمضان في مركز بانجسامورو ليلة الثلاثاء، مُعلنةً بدء شهر الصيام في الفلبين، وصاحب ذلك فعاليات مختلفة منها مهرجان للأطعمة الحلال وتقديم المنتجات المحلية للبيع في الأسواق الليلية.

قد تهتم أيضًا بـ: نصائح غذائية لشهر رمضان

أجواء رمضانية

عادات غريبة حول العالم للاحتفال بشهر رمضان

في إندونيسيا، تتنوع طقوس الاحتفال برمضان حسب المنطقة، حيث نجد في جزيرة جاوا، يمارس المسلمون نيادران، وهو تقليد يتضمن زيارة المقابر لتكريم الأقارب المتوفين قبل رمضان.

عند زيارتك لمدن مثل كولون براجووجوج جاكرتا، فستجد أن الناس تتخذ نيادرانشكلًا جماعيًا حيث يشارك الناس في مسيرات إلى المقابر.

بينما تجد أجواء رمضانية في بادانج، يعتبر السباحة في النهر مع استخدام الماء والليمون قبل رمضان طريقة لتطهير الجسد.

وفي باكستان، تبرز تقاليد رمضان الفريدة في مدينة بيشاور حيث يحتفلون بتنظيم حفل خاص للأطفال الصائمين للمرة الأولى لتحفيزهم على الالتزام بالعبادة.

إضافة إلى ذلك، تحظى معركة البيض المسلوقبشعبية كبيرة، وهي مسابقة تقليدية تجري طوال الشهر، حيث يسعى المتنافسون لكسر بيضة الخصم دون أن تتضرر بيضتهم.

ولكن عندما تكون في ماليزيا، تجد أن البلاد تستعد لرمضان بتنظيف الشوارع وتزيين الميادين بالأضواء الاحتفالية، كما تتبع النساء عادة تقليدية تتمثل في زيارة المنازل لتلاوة القرآن بين وقتي الإفطار والسحور.

أما في موريتانيا، فتظهر عادة زغبة رمضان، أحد أجواء رمضانية، حيث يقوم الرجال بحلق رؤوسهم قبل الشهر الفضيل بأيام ليتزامن نمو شعرهم الجديد مع نهاية رمضان.

هذه العادة تمثل تلاقي الثقافتين العربية والإفريقية، مرتبطة بالاعتقاد بأن حلق الرأس يجلب البركة ويدفع الهموم.

يتأكد المسلمون في الصين من أنهم لا يبدؤون وجبة الإفطار قبل صلاة المغرب، حيث تجدهم يبدأن إفطارهم بتناول بعض من التمرات وشرب الشاي الخاص بهم وهو المُعَسَّل بسكر زائد.

ويضمنون دائمًا توفر الحلويات والكعك المحلي في المطابخ الإسلامية بالصين، بشكل فريد، يعتبر البعض منهم أن تناول البطيخ الأحمر قبل التوجه إلى المسجد لأداء الصلاة أمر ضروري في روتين الإفطار.

في ختام هذا المقال، نعود بكم إلى أجواء رمضانية ساحرة التي تغمر العالم. لقد شهدنا كيف تتزين الشوارع بالإضاءات والزينة، وكيف تتحول الأماكن العامة إلى مواقع تعكس الروح الرمضانية.

رمضان ليس فقط شهر الصيام والعبادة، بل هو أيضًا وقت للتجمعات العائلية، والمشاركة في الأعمال الخيرية، والتأمل في القيم الروحية.

وفي أجواء رمضانية مع كل زينة تضاء وكل فانوس يتلألأ، يتجدد الحب والتآلف بين الناس، وفي هذا العام، شهدنا هذه الأجواء تمتد لأبعد من الحدود المعتادة.

شهدنا بعض مناطق العالم تتألق بزينة رمضان لأول مرة، وكانت هذه تجربة فريدة لا تقدر بثمن، فقد أتاحت لنا الفرصة لنرى كيف يمكن للثقافات المختلفة أن تتوحد تحت راية الاحتفال بالروح الإنسانية.