النساء في لندن يشعرن بالخوف حيال قيامهن بنشاطات بمفردهن

حياة النساء في لندن أصبحت مخيفة

تشارك إحدى نساء لندن قصتها حول شعورها بعدم الأمان أثناء ممارسة رياضة الجري بمفدها في العاصمة، حيث تقوم بتجنّب أي مكان آخر عدا الطرق الرئيسية

متابعة: ماريا نصور

بدأت Emma Moreton، والتي تبلغ من العمر 41 عاماً، الجري لأوَّل مرة عندما كانت في الثلاثين من عمرها. لأنها وجدت أنَّ الجوي هو طريقة فعّالة ومجانيّة للإحساس بالنشاط وقضاء بعض الوقت بمفردها بعد أن ولدت ابنتها الأولى.

ومع ذلك، بصفتها امرأة، شعرت أنه ليس من الآمن لها الركض في أي مكان سوى الطرق الرئيسية في وضح النهار. مما عزلها عن العديد من المغامرات الممتعة التي يمكن أن تجلبها هذه الرياضة.

و لسوء الحظ، من الشائع جداً أن تشعر النساء بعدم الأمان أثناء الجري في لندن. ما عليك سوى إلقاء نظرة على العناوين الرئيسية في الأخبار لمعرفة سبب شعور النساء بالخوف.

قالت إيما: “أعتقد، للأسف، أن الخوف يوَّرث للنساء. إنه أمر خطير، في الأساس، أن تذهب إلى مكان هادئ حيث لا يوجد أحد يمكنك الاتصال به لطلب المساعدة إذا حدث شيء ما. حتى مجرد مرور شخص غريب في مكان هادئ يجعلني أشعر بالخوف.”

وتابعت: “أصدقائي الذكور لم يفكروا حتى في ذلك. فهم يسلكون الطرق الصغيرة حتى لو حل الظلام فهذه ليست مشكلة بالنسبة لهم. بينما أنا احتاج للتخطيط مسبقاً حيث لا يمكن أن يكون الطريق الذي أسلكه مظلم. للأسف يبدو أن هذا النوع من الخوف لا تواجهه سوى النساء.”

“ولكن من خلال Parkrun، ركضت في مسارات عبر الغابات وعلى الساحل لم أكن إليها بمفردي أبداً”

خلال العقد الذي انقضى منذ أن بدأت إيما في الجري، كانت قد شاؤكت في سبعة سباقات ماراثون. وعدد لا يحصى من نصف الماراثون، ومئات من نشاطات الجري الأقصر. وتقول أن الفضل في ذلك يعود إلى Parkrun والذي منحها الثقة لتحقيق أقصى استفادة من هذه الرياضة.

Parkrun هو سباق دولي أسبوعي بطول خمسة كيلومترات يتم إجراؤه في صباح يوم السبت، وهو “تجربة إيجابية وترحيبية وشاملة حيث لا يوجد حد زمني ولا أحد يكون الأخير”.

تحب إيما كيف أن “Parkrun موجود في كل مكان” في جميع أنحاء العالم. مما يعني أن هناك نشاطات لا نهاية لها للاختيار من بينها ويمكنكم الركض داخل مجتمع آمن وداعم بغض النظر عن مكان وجودكم.  دائماً ما يكون الدخول مجانياً للجميع، ويتم تنظيم كل حدث، لذلك حيث لا يضيع أن يتخلف أحد عن الجميع مهما كانت السرعة التي يسلك بها.

أعطى الذهاب إلى Parkrun الفرصة لـ إيما لتجربة تضاريس جديدة وبيئات مختلفة، مما دفعها إلى اكتشاف أنها تحب الجري عبر الغابات والطرق الجبلية. لم تكن تركض أبداً في هذه البيئات الهادئة المنعزلة عندما كانت بمفردها خوفاً على سلامتها، لذا فقد مكنتها هذه النشاطات من الاستفادة بشكل أكبر من هذه الرياضة.

حيث قالت: “لا أشعر بالقلق حتى بشأن سلامتي مع Parkrun، لم يخطر الخوف ببالي حتى. لأنَّه هناك أشخاصاً حول الطرق دائماً، ومن الواضح أنه الطرق آمنة لأنَّه يتم تقييم جميع المخاطر مسبقاً. المسار الذي أسلكه يشبه الممر، لكنني شاركات كذلك في مسارات عبر الغابات، أو  على طول الساحل، أو مناطق لم أذهب إليها بالسابق. ولم أكن لأذهب مطلقاً لو لأنني كنت بمفردي.”

“الجميع داعمون للغاية” مما يساهم في تخفيف أو حتى انعدام الخوف التي تشعر به النساء بمفردهن

بينما كانت لدى إيما بالفعل بعض الخبرة في الجري قبل أن تبدأ مع Parkrun، لكنها لا تزال تعتقد أنه طريقة رائعة للمبتدئين للاسترخاء في الرياضة داخل بيئة داعمة ومريحة.

تتذكر الوقت الذي أمضته في الجري في صف اللياقة البدنية في المدرسة والذي كان “غير ملهم أبداً حيث إذا لم تكن الأسرع سيتم تجاهلك أو الصراخ عليك”. لذلك كانت سعيدة عندما وجدت أن الجري في Parkrun كان لا شيء مثل ذكرياتها عن دروس الرياضة في المدرسة.

حيث قالت إيما: “كانت Parkrun رحلة ضخمة بالنسبة لي، لأن الجميع داعمون للغاية ولا يوجد شيء مخيف. كونك عدّاءة ليس بالأمر الصعب الذي لا يمكنك تحقيقه إلّا إذا كنت رياضيّة، فالأمر ليس كذلك. خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يردن الاستمتاع بالخارج في الهواء الطلق وممارسة الرياضة والحصول على بعض الوقت الخاص بهن.

“ليس هناك توقعات مححدة حيث يمكنك فعل أي شي تريدينه. هناك تنوع حقيقي بينالأشخاص المشاركين وكلهم يفعلون ما يجعلم يشعرون بتحسن. وهذا أمر أحبه كثيراً.”

قبل كل مسار يتم التخطيط والتنظيم بدقة ووضع علامات على طول المسار، يوجد في كل نشاط عامل يبقى في الأخير للتأكد من عدم ترك أي شخص. وهو أمر مفتاحي للنساء اللواتي يخشين على سلامتهن أثناء الركض و أولئك الذين يتوترون بشأن سرعتهم.

“لقد قمت بالركض في سبع ماراثونات بفضل Parkrun، ويمكن لبناتي الانضمام أيضاً.”

لولا Parkrun، فربما لم تجد إيما الإلهام أو الدعم لتصبح العداءة الباهرة التي هي عليها الآن.

أنهت إيما ماراثون لندن العام الماضي بوقت مناسب بمدة ثلاث ساعات و 47 دقيقة. وشاركت أنَّه لو أن أحد قد قالها قبل 10 سنوات بأنَّ هذا سيحدث لم تكن لتصدقهم مطلقاً.

أفضل ما في الأمر هو أن بنات إيما يشاركن الآن في جونيور Parkrun. حيث يقدمن الرياضة لجيل جديد من الفتيات في بيئة آمنة وملهمة وداعمة.

في اليوم العالمي للمرأة، انضمت Parkrun إلى Sport England لمعالجة وكسر الحواجز التي تواجهها النساء والفتيات للوصول إلى النشاط البدني المناسب.

تشجع Parkrun و This Girl Can أكبر عدد ممكن من النساء والفتيات على المشاركة. سواء كنت مهتمة بالبدء بالجري لأو لأنك لا تعرفين من أين تبدأين، أو أنك عدّاءة عريقة تتطلعين للانضمام إلى مجتمع العدائين لدعمك في الوصول إلى أهداف جديدة، قومي بزيارة parkrun.org.uk للتسجيل في Parkrun المحلي.

 

اقرأ المزيد: نساء لندن أنتن لستن عاجزات… تعلموا فنون القتال