أشار معهد Nuffield Trust، وهو مركز فكري رائد في مجال الصحة، إلى أن البريكست لم يكن السبب الأولي لنقص الأدوية في بريطانيا، ولكنه قد عقد بشكل كبير استجابة الدولة لهذه المشكلة.
هذا الاستنتاج يأتي من دراسة حديثة أبرزت زيادة ملحوظة في نقص الأدوية بعد البريكست، مما يشدد على التحديات التي فرضها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
تأثير البريكست على إمدادات الأدوية في بريطانيا
كشف التقرير عن أن عدد حالات نقص الأدوية في بريطانيا قد تضاعف أكثر من مرتين من عام 2020 إلى 2023.
وقد شهدت الفترة منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يناير 2020 تصاعدًا في نقص الأدوية، مما أثر على أدوية حيوية بما في ذلك المضادات الحيوية وأدوية الصرع، وأصبح هذا النقص الآن جزءًا من “الوضع الطبيعي الجديد”.
في عام 2020، أصدرت شركات الأدوية 648 إشعارًا بنقص الدواء، وارتفع هذا العدد إلى أكثر من 1600 بحلول العام التالي.
مما أثقل كاهل دافعي الضرائب الذين يمولون التكاليف الأعلى التي تتكبدها الصيدليات عند توريد الأدوية بأسعار تزيد عن الأسعار العادية.
العوامل المساهمة في النقص
شرح مارك دايان، رئيس برنامج البريكست في معهد Nuffield Trust، أن العديد من العوامل التي تساهم في هذا النقص عالمية، مثل هشاشة استيراد الأدوية من آسيا، والتي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19، التضخم، وعدم الاستقرار العالمي الأوسع.
ومع ذلك، فإن انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي قد أدخل تحديات إضافية محددة، ووفقًا لدايان، أصبح تدفق المنتجات عبر الحدود مع الاتحاد الأوروبي أقل سلاسة، مما يعقد منطقيات إمداد الأدوية.
علاوة على ذلك، قد تواجه بريطانيا صعوبات طويلة الأمد في الموافقة على أدوية بعدد ما كانت توافق عليه من قبل، مما قد يحد من توفر بدائل علاجية.
استجابة الحكومة والمخاوف المستقبلية
ردًا على هذه التحديات، طور المسؤولون في بريطانيا نظامًا متقدمًا لرصد وإدارة نقص الأدوية، يتضمن استخدام دفعات إضافية لضمان استمرار توريد المنتجات الدوائية.
ومع ذلك، تطرح الآثار طويلة المدى للبريكست تحديات مستمرة لاستقرار وكفاءة سلسلة إمدادات الأدوية في المملكة المتحدة.
اقرأ أيضًا: بريطانيا بعد البريكست 2024: فوضى سفر وتقديم بصمات عمّا قريب!
المصدر: