تشهد بريطانيا إقبالًا كبيرًا من الأفراد الباحثين عن اللجوء، الذين يذهبون إليها بحثًا عن الأمان والحماية من الاضطهاد.
وتقوم الحكومة البريطانية بتقديم مساعدات متنوعة لهؤلاء الأشخاص، تشمل الإقامة، والدعم المالي، والرعاية الصحية، والتعليم.
ومع ذلك، تواجه هذه الجهود تحديات متعددة، منها العقبات القانونية والبيروقراطية، وقلة التمويل والموارد، وتحديات الاندماج الاجتماعي.
في هذا المقال، سنستكشف أنواع المساعدات للاجئين في بريطانيا والتحديات التي تواجه تقديم هذه المساعدات.
ما هي أنواع المساعدات للاجئين في بريطانيا؟
تقديم المساعدات للاجئين في بريطانيا يشير إلى الدعم الذي تقدمه الحكومة للأفراد الذين يبحثون عن اللجوء أي حماية من الاضطهاد أو الضرر في بلادهم.
ويهدف هذا الدعم إلى مساعدة طالبي اللجوء على العيش في بريطانيا في أثناء معالجة طلباتهم، خاصةً أنه لا يُسمح لهم بالعمل خلال هذه الفترة.
وتهدف المساعدات للاجئين في بريطانيا إلى تلبية احتياجات الحياة الأساسية، بما في ذلك الإقامة والدعم المالي، وتشمل أيضًا الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم للأطفال.
فيما يلي نظرة مفصلة على مختلف جوانب المساعدات للاجئين في بريطانيا:
الإقامة
يتم توفير إقامة للأشخاص الذين لا يملكون موارد كافية لدعم أنفسهم، وتكون هذه الإقامة في أي مكان في المملكة المتحدة وتُخصص استنادًا إلى الإمكانية بدلًا من التفضيل الشخصي.
وتتنوع أنواع الإقامة ويمكن أن تشمل الشقق، والمنازل، والنزل، أو الفنادق والإفطار، ولا يُسمح لطالبي اللجوء باختيار مكان إقامتهم إذا كانوا يتلقون إقامة مقدمة من الحكومة.
الدعم المالي
يحق لطالبي اللجوء الذين لا يستطيعون العمل وليس لديهم ما يكفي من المال للعيش أن يحصلوا على الدعم المالي.
ويهدف هذا الدعم إلى تغطية تكاليف العيش الأساسية مثل الطعام والملابس ومستلزمات النظافة، ويتم حساب مبلغ الدعم المالي لتلبية الاحتياجات الأساسية للعيش، ولكنه عادة ما يكون معقولًا جدًا.
اقرأ أيضا: راتب اللجوء في بريطانيا: دليلك الشامل للدعم المالي وفرص كثير
الرعاية الصحية
يحق لطالبي اللجوء الوصول المجاني إلى الخدمة الوطنية للصحة (NHS) في أثناء معالجة طلب لجوء، ويشمل ذلك زيارات الطبيب، وعلاج المستشفى، وبعض خدمات الرعاية الصحية.
كما تتمتع النساء الحوامل والأطفال بالوصول إلى جميع الخدمات الصحية بشكل كامل، مما يضمن تلقيهم للرعاية الصحية الضرورية دون تكلفة.
التعليم
يحق لأطفال طالبي اللجوء الوصول إلى التعليم كالأطفال البريطانيين، وهذا يعني أنهم يمكنهم الالتحاق بالمدارس الحكومية بين سن 5 و17 عامًا.
هناك أيضًا ترتيبات لدعم التعلم باللغة الإنجليزية كلغة إضافية للمساعدة في دمج الأطفال ونجاحهم في نظام التعليم.
التمثيل القانوني
على الرغم من أنه ليس دعم مالي بالمعنى التقليدي، إلا أن طالبي اللجوء لديهم الحق في التمثيل القانوني لمساعدتهم في إعداد وتقديم طلبات لجوئهم.
حيث يمكنهم الحصول على استشارة قانونية مجانية وتمثيل من المحامين المتخصصين في قانون اللجوء، والتي يتم تمويلها من خلال نظام المساعدة القانونية.
دعم إضافي
قد يكون لبعض طالبي اللجوء احتياجات خاصة بسبب قضايا صحية أو الحمل أو لأنهم ناجون من التعذيب أو الاتجار بالبشر.
وتهدف المملكة المتحدة إلى توفير دعم إضافي لهؤلاء الأفراد، يشمل إقامة متخصصة ورعاية صحية وخدمات الدعم.
تحديات تقديم المساعدات للاجئين في بريطانيا
إليك بعض التحديات الرئيسية التي تواجه توفير المساعدات للاجئين في بريطانيا:
العقبات القانونية والبيروقراطية
يجب على اللاجئين الذين يبحثون عن اللجوء في بريطانيا أن يتخذوا طريقًا قانونيًا معقدًا وكثيرًا ما يكون مرهقًا.
وتكون البيروقراطية المرتبطة بعملية طلب اللجوء مرهقة، مع فترات انتظار طويلة لاتخاذ القرار، قد تمتد إلى شهور أو حتى سنوات، خلال هذه الفترة، قد يعيش اللاجئون في عدم اليقين والضغط، مما يؤثر على صحتهم النفسية ورفاهيتهم.
بالإضافة إلى ذلك، التغييرات المتكررة في قوانين الهجرة والسياسات تعقد تقديم المساعدات للاجئين في بريطانيا أكثر، مما يجعل من الصعب على اللاجئين والمنظمات الإنسانية متابعة الاحتياجات الحالية.
قلة التمويل والموارد
يتطلب توفير المساعدات للاجئين في بريطانيا موارد مالية كبيرة، ومع ذلك، يكون التمويل الحكومي والتبرعات المخصصة لدعم هذه المبادرات غالبًا محدودًا ويتأثر بتقلبات الأوضاع الاقتصادية والإرادة السياسية.
ويؤدي هذا إلى حالات حيث يتعين فيها على منظمات المساعدة العمل بميزانيات محدودة، مما يقيد نطاق وجودة الخدمات التي يمكنها تقديمها.
ونتيجة لذلك، قد لا تصل الخدمات الأساسية مثل المساعدة القانونية، والإسكان، والرعاية الصحية، والتعليم إلى جميع الأشخاص الذين في حاجة إليها، أو قد تكون متأثرة بشكل كبير، مما يقلل من فعاليتها.
تحديات الاندماج الاجتماعي
الاندماج الاجتماعي هو جانب حاسم في عملية تقديم المساعدات للاجئين في بريطانيا، حيث يهدف إلى مساعدتهم في أن يصبحوا جزءًا من مجتمعاتهم الجديدة.
ومع ذلك، يواجه اللاجئون غالبًا حواجز كبيرة للاندماج، بما في ذلك حواجز اللغة والفروق الثقافية والتمييز، حيث تؤدي هذه التحديات إلى العزلة الاجتماعية، مما يؤثر على الصحة النفسية للاجئين ويعيق قدرتهم على الوصول إلى الخدمات والفرص.
اقرأ أيضا: أهم 7 عيوب اللجوء في بريطانيا: حاضر مغاير للتوقعات
هل يمكن للاجئين التقدم بطلب للحصول على الجنسية البريطانية؟
يستطيع اللاجئون التقديم للحصول على الجنسية البريطانية، ولكن هناك خطوات ومتطلبات محددة يجب عليهم تحقيقها قبل القيام بذلك.
وتتضمن العملية عمومًا البحث أولًا عن اللجوء، والاعتراف بالشخص كلاجئ، والحصول على الإقامة الدائمة (ILR)، ثم التقديم للحصول على الجنسية البريطانية، إليك شرح تفصيلي للخطوات:
- البحث عن اللجوء والاعتراف كلاجئ: الخطوة الأولى للشخص الذي يفر من الاضطهاد هي التقديم للجوء في المملكة المتحدة، فإذا نجح طلبه، يُعترف به كلاجئ ويتم منحه وضع اللجوء، الذي يسمح له بالبقاء في المملكة المتحدة لمدة 5 سنوات على تأشيرة لاجئ.
- الحصول على الإقامة الدائمة (ILR): بعد العيش في المملكة المتحدة لمدة 5 سنوات بصفة لاجئ، يمكن للشخص التقديم للحصول على الإقامة الدائمة (ILR)، المعروفة أيضًا باسم التوطين، حيث يمنح هذا الوضع للشخص إذنًا بالعيش في المملكة المتحدة دون أي قيود زمنية.
- التقديم للحصول على الجنسية البريطانية: بمجرد أن يكون الشخص قد حصل على الإقامة الدائمة (ILR) لمدة 12 شهرًا، يكون لديه الحق في التقديم للحصول على الجنسية البريطانية، ومع ذلك، هناك عدة متطلبات يجب عليه تحقيقها:
- حسن السيرة والسلوك: يجب ألا يكون لدى المتقدم سجل جنائي خطير أو حديث، ويجب ألا يكون قد خرق أي قوانين هجرة في المملكة المتحدة.
- متطلبات اللغة: يجب على المتقدمين إظهار معرفة كافية باللغة الإنجليزية أو اللغة الويلزية أو الغيلية الإسكتلندية، كما يجب عليهم أيضًا اجتياز اختبار “الحياة في المملكة المتحدة” الذي يغطي العادات والتقاليد والقوانين والنظام السياسي البريطاني.
- متطلبات الإقامة: يجب أن يكون المتقدم قد عاش في المملكة المتحدة مدة لا تقل عن 5 سنوات قبل تاريخ طلبه ولا يجب أن يكون قد قضى أكثر من 450 يومًا خارج المملكة المتحدة خلال تلك الفترة، وفي الـ12 شهرًا الأخيرة قبل التقديم، لا يجب أن يكون قد قضى أكثر من 90 يومًا خارج المملكة المتحدة.
اعتبارات خاصة لللاجئين:
لدى اللاجئين بعض الميزات عند التقديم للحصول على الجنسية البريطانية، على سبيل المثال، يمكن تجاوز متطلب الحصول على الإقامة الدائمة (ILR) لمدة 12 شهرًا قبل التقديم للجنسية، مما يعني أن اللاجئين يمكنهم التقديم للحصول على الجنسية بمجرد حصولهم على الإقامة الدائمة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لدى اللاجئين استثناء من متطلب الإقامة الذي يشترط عدم الإقامة أكثر من 450 يومًا خارج المملكة المتحدة خلال الـ5 سنوات قبل تقديم طلبهم، بناءً على ظروف مغادرتهم لبلادهم.
في الختام، تقديم المساعدات للاجئين في بريطانيا يشمل الإقامة، والدعم المالي، والرعاية الصحية، والتعليم، حيث يهدف الدعم لتأمين احتياجات الحياة الأساسية.
ولكن يواجه توفير المساعدات للاجئين في بريطانيا تحديات مثل العقبات القانونية والبيروقراطية، وقلة التمويل والموارد، وتحديات الاندماج الاجتماعي.
بينما يمكن للاجئين التقدم للجنسية البريطانية بعد الحصول على الإقامة الدائمة وتحقيق متطلبات أخرى، ولهم استثناءات من بعض المتطلبات بناءً على ظروفهم الخاصة.